Sunday, October 3, 2010

The Social Network



لم أشاهد فيلم ديفيد فينشر الجديد (Social Network) لكن لم استطع ترك فرصة ترجمه مقاله روجر ايبرت الجديدة عن الفيلم خاصة وأنه رغم انخفاض التوقعات حول هذا الفيلم، إلا أن مقالة إيبرت كانت مشجعه للغاية لمشاهدة الفيلم، مع وعد بالتعليق على الفيلم فور مشاهدته.

Review Ebert


يتناول فيلم "Social Network" قصة شاب يمتلك قدرة خارقة على اكتشاف النجاح وسط عدد لا نهائي من الخيارات المتاحة، وقدرة على معرفة الخيار الصحيح بينهم.

اسمه مارك زوكربيرج مؤسس موقع "Facebook"، أصبح ملياردير في العشرينات من عمره، يذكرني دائماً (إيبرت) بمعجزة الشطرنج بوبي فيشر، أعتقد أن الاثنين عانيا من بعض علامات متلازمة أسبرجير، فالرجلين عبقريين لكنهم يفشلا تماماً في تكوين علاقات اجتماعية جيدة.

فيلم ديفيد فينشر الجديد لا يمتلك فقط عبقرية بطله لكنه يتمتع بصفات مثل الغرور، الصبر، البرود، الإثارة، والإدراك الغريزي على الترتيب.

يندفع الفيلم من خلال ساعتين من الحوار الفاتن ليحكي قصة لا يمكن حكيها بطريقة واضحة وساحره، يقولون أنه من المستحيل عمل فيلم عن كاتب، فكيف لك أن تحكي كتاباته؟ الأمر يبدو مستحيل أيضاً أن تحكي قصة مبرمج كمبيوتر فالبرمجة لها لغة خاصة لا يستوعبها الكثير من الجمهور، لكن فينشر ومؤلف الفيلم آرون سوريكن استطاعا تفسير ظاهرة الفيسبوك بطريقة يسهل علينا فهمها، هي نفس الطريقة التي أدت إلى وصول عدد المستخدمين على موقع فيسبوك إلى 500 مليون شخص.

لم يكن زوكربيرج (جيسي إيزينبرج) يحتاج لمعرفة أي شيء عن العلاقات الإنسانية ليبدأ موقع الفيسبوك، فقط كان يحتاج لاستشعار طريق ليتسابق الناس فيه للدخول في لعبة (Kevin Bacon)، الأمر نفسه يحدث مع الفيسبوك أعرف على الأكثر 40 من أصدقائي بشكل جيد على الموقع، 100 بطريقة عابرة، 200 بسبب شهرتهم، الباقي هم أصدقاء الأصدقاء، حقيقة لا أتذكر آخر مرة وجدت طلب إضافة من صديق دون أن يكون بيننا صديق مشترك.

علينا أن نشكر فتاة تدعي إريكا (روني مارا) على وجود هذا الموقع، فيلم (Social Network) يبدأ بمواعدة زوكربيرج وإريكا، زوكربيرج يشرب الكحول بغزارة يفسد الحديث باستجواب عدواني لإريكا التي تصفه بالفاشل وتتركه وترحل لتبدأ الرحلة.

إريكا (شخصية غير حقيقية) كانت على حق، لكن ما فعلته في زوكربيرج جعله يبدأ في التفكير، قام زوكربيرج بجمع صور الفتيات من كتاب صور الخريجين وأنشأ صفحة يمكن من خلالها تقييم جمال الفتيات في جامعة هارفارد، الصفحة حققت نجاحاً وشهرة كبيرة للغاية مما دفع زوكربيرج لتحويلها لموقع تحت اسم "Harvard Connection" وهو ما تحول فيما بعد ليصبح موقع الفيسبوك.

نظرياً يوجد عدد حركات في لعبة الشطرنج أكثر من عدد الذرات في الكون، عظماء اللعبة لا يمكنهم معرفة كل هذه الحركات لكنهم قادريين على استشعار طريقهم نحو الفوز من خلال مجموعة قليلة من الحركات، لم يظهر أي شخص أفضل من بوبي فيشر يلعب الشطرنج، بالمثل فرغم معرفة الكثيرين بلغات البرمجة وتقنياتها فإن زوكربيرج كان الوحيد القادر على استشعار طريقة لجمع الأشخاص باستخدام هذه التقنيات.

عبقرية الفيسبوك لم تأتي من معرفة كامل بعلم النفس لكنها كانت مزيج من الغرور والتفاعل، زوكربيرج كان في حاجة ملحه للانتقام من فتيات هارفارد فقام بوضعهم في مصفوفة لا تنتهي ومازالت تنمو حتى الآن.

تقول النظرية أن هناك ثلاث مجالات فقط يمكن أن تظهر فيها عبقرية الأطفال هي الرياضيات، الموسيقي، الشطرنج، باقي المجالات تحتاج لبعض الخبرة والنضج، لكن يمكن أن أضيف مجال رابع وهو البرمجة.

قد يكون زوكربيرج هو صاحب فكرة الفيسبوك، لكنه لم ينشئ الموقع في حجرته وحيداً، فالفيلم يقوم على قطع متوازي لقصة إنشاء الموقع مع ملاحقاته القضائية، نبدأ في التعرف على طلاب هارفارد حيث تجتمع القدرات الشخصية مع الثروة والنسب لتحقيق النجاح، نقابل التوأم كاميرون وتايلور وينكليفوز (يؤدي الدورين أرمي هامر) الشابان يدعيا أن زوكربيرج سرق منهم (Harvard Connection) لينشئ موقع الفيسبوك، نقابل إيدواردو سافرين (أندرو جارفيلد) صديق زوكربيرج المقرب للغاية والوحيد، وهو من ساعده بالمال لكنه يتم تجنيبه، ثم نقابل الشخصية الأهم شين باركر (جاستين تيمبرلاك) مؤسس نابستر وبلاكسو.

كان باركر الزئبقي هو المسئول عن إقحام زوكربيرج داخل العمل الحقيقي، فرغم ابتعاده عن العمل إلا أن شهرته لم تنتهي بعد، جذب باركر زوكربيرج من أذنيه وأقحمه في ما لم يكن يدرك أهميته، طالبه بنقل الفيسبوك إلي وادي السيلكون، شرح باركر لزوكربيرج أهمية عدم الاعتماد على أموال إدواردو والتفكير في رجال الأعمال والشركات الكبيرة، لكن باركر فشل في إقحام زوكربيرج في عالم الحفلات، النساء والمخدرات.

زوكربيرج لم يغوى بهذا العالم أبداً، لم يكن مهموس بالمال، ظل يعيش في منازل متوسطه المستوي، لم ينزلق في إدمان المخدرات، أحد الرسائل الضمنية التي لم يعلق عليها الفيلم أبداً هو وجود مجموعة من النساء الآسيويات الجذابات في الفيلم معظمهم من عارضات أزياء (Victoria's Secret)، زوكربيرج نفسه لم يكن مهتم بالحياة الاجتماعية، كان يترك الحفلات من أجل العمل، لم يفهم ما كان يوقع عليه عندما قام باركر باستبعاد إدواردو وشغل منصبه.

العديد من الملاحقات القضائية تطول زوكربيرج بعضها ناتج عن إغفاله للعديد من التفاصيل الصغيرة، لكن يبقي حل هذه القضايا في نهاية الفيلم، فمغزى الفيلم كان عرض تفاعل فوضوي لشباب في صنع صغيرة على كمية ضخمة من المال والشهرة.

في عصر بدت فيه حوارات الأفلام بطئيه للغاية كأنها موجه للمتفرجين ضعيفي الاستيعاب جاء الحوار في هذا الفيلم سريع وحيوي للغاية، إيزينبرج الذي اشتهر بأدائه أدوار الشاب اللطيف أو المهذب تحول إلي طاقة من الحيوية تسعي خلف هدفها بكل قوة، تيمبرلاك نجح أيضاً في أداء دوره بكل قوة رغم دخوله في حرب فكرية مع زوكربيرج، أندريه جارفيلند استحضر دور الصديق المقرب والمدير التنفيذ الفاشل الذي يستحق العطف.

"The Social Network" فيلم رائع، ليس فقط بسبب صورته الذكية والمبهرة، لكن بسبب حبكته الجيدة، فرغم صعوبة التعبير عن البرمجة، خطط الإنترنت والأعمال الاقتصادية إلا أن سيناريو آرون سوركين جعل كل شيء واضح للغاية، فنحن لم نتبع القصة، القصة كانت تجرنا خلف الكثير من المعاني الرائعة، حقيقة الفيلم ممتع جدا جدا.


تقدير إيبرت للفيلم 10/10

No comments:

Post a Comment