Monday, November 1, 2010

The Social Network (my Review)

مظلم جدًا ليكون قصة نجاح

خرجت بالعديد من المشاعر المختلطة بعد مشاهدة فيلم "The Social Network" لديفيد فينشر، سعادة بقدرة فينشر على إخراج فيلم عن موقع إليكتروني مثل الفيسبوك، متعجب من الظلام الذي سيطر على فيلم يفترض أنه قصة نجاح أصغر ملياردير في العالم، منبهر للغاية بالأداء التمثيلي لمعظم أبطال الفيلم، لكني تبقي المشكلة الأساسية، لا أعرف إذا كان هذا الفيلم رائع أم لا؟

يحكي الفيلم قصة مارك زوكربيرج (جيسي إيزينبرج) مؤسس موقع الفيسبوك الاجتماعي الشهير وبالتوازي يحكي الفيلم القضايا التي خاضها مارك أمام مجموعة من شركائه وزملائه في جامعة هارفارد، وهي طريقة كانت موفقة للغاية من أرون سوريكن لحكي القصة التي تتضمن بعض الحبكات غير الحقيقة لكنها كانت مفيدة للغاية لدراما الفيلم.

زوكربيرج كان أهم أسباب الحيرة التي صاحبتني طوال الفيلم، يبدو وكأنه يفكر في شيء آخر، أو أنه غير موجود بشكل كامل في الفيلم، ربما كان هذا تصور سوريكن وفينشر عن شخصية مبرمجي الكمبيوتر، لكني لا أري أي مبرر فعلي لحالة عدم الانتباه الكامل لزكوربيرج طوال الفيلم، لم يظهر البطل في كامل تركيزه في أي مشهد تقريبًا، باستثناء أحد حواراته مع شون باركر (جاستن تمبرلاك) عندما بدأ في نصحه بشأن الصبر على الموقع وعدم السعي وراء المعلنين.

تبدأ القصة بفشل زوكربيرج في الإبقاء على علاقته مع إريكا ألبيرايت (روني مارا) والتي كانت دافعًا له لإنشاء موقع ليتنافس فيه طلاب الجامعة لاختيار أجمل الفتيات وهو الأمر الذي جعله مستعد لإنشاء موقع الفيسبوك، إريكا التي ظهرت في مشاهد قليلة بدت وكأنها المحفز الرئيسي لزوكربيرج وبدا أيضًا أنه لا يستطيع تخطيه حتى نهاية الفيلم، فكرة حافز الفشل في علاقة عاطفية مستهلكة بعض الشيء بالإضافة على أنها غير حقيقية بحسب كلمات المؤلف وزوكربيرج الحقيقي، لكنها كانت السبيل الوحيد لإيجاد مبرر قوي لصناع الفيلم لتحفيز البطل طوال أحداثه، لكنها كانت ضعيفة للغاية، فزوكربيرج لم يبدو محبًا للفتاة بهذا القدر الذي يجعلها مرتبطة في كل تفاصيل نجاحاته، دوافع زوكربيرج لإنشاء الفيسبوك الأخري لم تظهر.

 الفتي لا يبدو أنه يحب المال كما ظهر في العديد من الجمل الحوارية، لكن دوافع عمله في الموقع تبدو بسبب حبه للموقع وهو الشيء الذي لم يضغط عليه فينشر أبدًا في الفيلم رغم كونه أمر قوي ومؤثر وذو معاني كثيرة فأي شخص منا يتعامل مع مشروعاته الناجحة على أنها جزء منه، أما طريقة تعامل زوكربيرج في الفيلم مع الفيسبوك فبدت باهتة للغاية وكأنه لا يرغب في أي شيء سوا بقاء الموقع يعمل فقط دون الاهتمام بأي شيء آخر، عندما وصل عدد مشتركي الموقع لمليون شخص، لم يبدي زوكربيرج الاهتمام أو الفرحة المتوقعة، ربما بسبب فشل علاقاته مع أصدقائه بسبب الموقع، لكن زوكربيرج.

يظن الكثير من الناس أن الأشخاص الناجحين لابد أنهم يواجهوا أزمة كبيرة، وهي نظرية فقيرة للغاية فالنجاح لا يعني التزامه بفشل في مناطق أخري، فلا أحد يتوقع أن هناك مليونير قادر على النوم ليلاً وكأن الفقر هو سبيلنا الوحيد للسعادة، وهي نظرية صدرناها لأنفسنا لنهون فقرنا وتأخرنا عن الآخرين، فينشر بدأ متأثر بالنظرية زوكربيرج لا يوجد له أصدقاء بل ويدمر هذه العلاقات القليلة مع كل خطوة يتقدمها على موقع الفيسبوك.

ورغم قوة دراما فقدان الأصدقاء وتصدرها لغلاف الفيلم الذي كتب عليه "لا يمكن أن تحصل على 500 مليون صديق دون تكوين بعض العداوات" إلا أنها لم تكن حبكة أساسية للفيلم، لم يبدو أن زوكربيرج حزين من فقدانه لأصدقائه، لا يبدو أي تفاصيل لشخصية البطل، ليبدو لي أن فينشر ومؤلفه فشلا في معرفة حقيقة شخصية مؤسس الفيسبوك، التي تبدو مجهولة للكثيرين فالرجل لا يظهر كثيراً في الإعلام ولا يتصدر صفحات التابلويد أبدًا، وفي النهاية ظهرت شخصيته أحادية الأبعاد دون أي عاطفة.

لم يجيب الفيلم عن حقيقة ما إذا كان زوكربيرج قد سرق فكرة الموقع أو أنه ابتدعها؟ وكأنهم يخافوا من إظهار وجهة نظرهم في هذه القضية التي تركت مفتوحة جدًا للجمهور الذي لا يعرف من يلوم، هل الأصدقاء جشعين ومحبين للمال أم زوكربيرج خانهم؟

الموقع نفسه لم يظهر له دور حيوي في الفيلم، تطور الموقع كان يتم التعامل معه على استحياء، رغم أن أي مهتم بالكمبيوتر يستطيع معرفة مدي الترنح الذي كان عليه الموقع بين تغير شكله كل بضعه أشهر، وإضافة وحذف العديد من التطبيقات، كأن الموقع يدار عن طريق مجموعة من الهواة.

الحوار في الفيلم كأن سريع للغاية، البعض اعتبر ذلك مبالغاً فيه، لكنها طبيعتنا وطبيعة معظم شباب هذا الجيل، وكانت موفقه جدًا من سوريكن.

تبقي أكثر الأشياء التي أشعرتني بالضيق طوال الفيلم وهي ألوانه، فينشر أشتهر بشغفة بتلوين أفلامه بألوان كئيبة بداية من "Seven"، مرورًا بـ "Fight Club" حتى "Curious Case of Benjamin Button" لكن فينشر نسى أنه يصنع فيلم عن قصة نجاح أصغر ملياردير في العالم وأنه لا يوجد أي دراما حقيقية في هذا الفيلم واستمر في سكب الألوان القاتمة على كادرات الفيلم بكل قوة، صحيح أن كل مخرج له طريقته الخاصة في صناعة أفلامه، لكن أخطأ فينشر عندما اعتبر اللون الأزرق أفضل ما يميزه.

أفضل ما شاهدت في هذا الفيلم كان شون باركر، تلك الشخصية الحيوية للغاية، المليئة بالتفاصيل النفسية، وكان القادر الوحيد على جعل زوكربيرج يتخلي عن حالة عدم التركيز ولو لمرة واحدة عندما تحدث معه للمرة الأولى، وأعتقد أن أداء تمبرلاك مع رسم سوريكن للشخصية كانا موافقان لأبعد حد.

قرأت العديد من التعليقات الجيدة عن الفيلم لكن أكثر التعليقات الجيدة التي استفزتني كانت إعجاب بعض النقاد بالفيلم لكونه فقط استطاع التعامل مع شيء معقد مثل لغة البرمجة أو حكاية قصة نجاح موقع إليكتروني، رغم أن هذا لم يحدث حقيقة في الفيلم، وحتى لو حدث فإن نحت تمثال على قمة جبل كليمنجارو لا يعني بالضرورة أن التمثال رائع، ورغم كل اعتراضاتي على الفيلم إلا أنني مازالت أراه جيد، لكنه فشل في الحصول على تقدير يضعه ضمن أفلام هذا العام، أو يضعه في مقارنه مع باقي أفلام فينشر، أو الأسوأ مقارنته بفيلم مثل "Citizen Kane" وهي المقارنة الظالمة للغاية، حيث كان أورسون ويلز مبهرًا للغاية في تعامله مع كين ومع سلبياته وحالته النفسية، فرغم ظهور الفيلم في الأربعينات إلا أن كين يبدو ثلاثي الأبعاد مقارنة بزوكربيرج الأحادي الضعيف.

تقديري للفيلم 7.5/10


Saturday, October 23, 2010

Fight Club


نادي القتال بين الفشل اللحظي والنجاح بعيد المدى:

إيبرت يصف الفيلم بالأكثر عنفاً وهمجية في التاريخ ويسخر من مشاركة براد بيت وإدوارد نورتن فيه


Roger Ebert Review
يمكن وصف فيلم "Fight Club" بأنه أمتع فيلم فاشي صريح ظهر بعد فيلم "Death Wish" الذي يسمح فيه الأبطال لأنفسهم بشرب الخمر، تدخين المخدرات، وضرب بعضهم البعض.

يقوم أبطال الفيلم بضرب بعضهم البعض من قبيل التغير، أصبح هذا هو شكل الجنس الجديد في أفلام هوليوود، فبدل من المشاهد الجنسية التقليدية أصبحت قمة المتعة في غلق غرفة على رجال يقوموا بضرب بعضهم، أي امرأة لديها أطفال ذكور ستفهم أن هيرمون التستوستيرون لدي الرجال يساعد على تقوية هذه المشاعر وتحفيزها.

بطل الفيلم "إدوارد نورتن" يعاني من اكتئاب ووحدة وغضب من كل شيء، ويصف حياته في جملة حوارية تتضمن سباب اجتماعي ساخر، فحياته وعمله يقودانه للجنون، وللتخلص من آلامه يقرر أن يزور عيادات العلاج الجماعي ليحتضن من هم أقل حظًا منه في محاولة للتنفيس عن نفسه، ليس من قبيل الصدفة أن أول عيادة يذهب إليها البطل تكون لمرضي أجروا جراحات للتخلص من سرطان البروستاتا، فكل خطوات الأبطال تسير نحو الحفاظ على الرجولة.

المشاهد الأولي في الفيلم جيدة، حيث يقوم البطل بحكيها بلهجة ماكرة كما فعل ناسينال ويست في رواية"Miss Lonelyhearts"، تسير الأمور على ما يرام وتعمل هذه الزيارات كمهدئ مؤقت لحالات البطل الاكتئابية، لكن ثمة مشكلة تواجهه عندما يلاحظ فتاة تدعي "مارلا" (هيلينا بونهام كارتر) فهي سائح مثله تماماً تزور العيادات المختلفة لتخفف من آلامها، مارلا تفسد خطط البطل فهو يعرف أنه مريض غير حقيقي لكنه لا يحتاج لمرضي مزيفين مثله، بل يريد أن يشعر بأن الجميع حوله يتألمون وهو ما لا يحدث مع مارلا.

على الطائرة يقابل البطل شخص جديد يغير حياته، تيلور دوردين (براد بيت) الذي يدخل إلى قلب وعقل البطل سريعاً، وعندما تنهار الشقة التي يسكن فيها يقوم بالانتقال للعيش في مخبأ تيلور حيث يتعرف للمرة الأولى على نادي القتال الذي قام تيلور بإنشائه في السر، حيث يقوم الرجال بالاجتماع فيه لضرب بعضهم البعض للتخلص من مشاكلهم.

هذه هي النقطة التي يتحول فيها الفيلم من كونه زكي وبارع إلى أكثر الأفلام همجيه، عنف، وضرب متواصل تم تصويره على الإطلاق، فبالرغم من أن أي شخص عاقل يدرك أن ضرب شخص آخر بقبضة يده فقط كفيل بكسر عظامه، إلا أن المنضمين لنادي القتال يقوموا بضرب بعضهم البعض بقبضات من حديد، وآلات حادة ورغم ذلك فإننا نراهم يعودا لممارسة حياتهم مع ذلك بسهولة، ومع ذلك فإن الفيلم يتحول للمرة الثانية وكأنه أصبح لزاماً على أي فيلم أي ينتهي بشكل مختلف عما بدا فيما يعرف الآن بحمى "كيسر سو"*.

* كيسر سو هو أحد شخصيات فيلم "The Usual Suspect" ويعتبر من أوائل الأفلام التي شهدت تحولاً درامياً في أحداثها في نهايتها بشكل مبهر وغير متوقع.

عن ماذا يتحدث الفيلم؟ بالنسبة لدوردين يتحدث الفيلم عن تحرير نفسك من قيود الحياة العصرية التي تسجن الرجال وتخصيهم، فعن طريق تبادل الآلام والمجازفة بالحياة يحصل أعضاء نادي القتال على الحرية، فيلم مثل "Crash 1996" يبدو كرتوني بالنسبة لما يفعله دوردين صاحب الكاريزما القوية والشخصية الغامضة القادر على دفع عشرات الرجال إلى المشاركة في نادي لضرب بعضهم البعض.

بالتدريج تظهر نوايا وخطه دوردين، يقول دوردين "نتحرر فقط عندما نخسر كل شيء"، تبدو هذه الأفكار كأنها جاءت لرجل قراء كتاب لنيتشه وهو في طريقه ليتناول البيرة، في رأيي هو لا يمتلك حقائق مفيدة، لم يتحرر أي من أفراد نادي القتال أو يتخلص نهائياً من مشاكله، هم فقط تحولوا لطائفة مثيرة للشفقة، سواء كان دوردين يمثل الجوانب الخفية لنفسيه الرجال أم لا فإن الفيلم لم يستطع الهروب من حقيقة مهمة، نادي القتال ليس مشكلة بسبب نهايته لكنه أزمة بسبب التصرفات التي تحدث فيه.

بالطبع فإن فيلم "Fight Club" لا يحاول الدفاع عن نظريات دوردين لكنه يحاول التحذير منها، على ما أظن، فالفراغ والمخدرات والحياة الصعبة قد تكون دافع للرجال للتصرف بجنون، لكن الحقيقة أن هذه الأفلام هي من تدعوا الرجال للتصرف بجنون وليس العكس، ورغم أن بعض المحنكين قد يخرجوا من الفيلم ليصفوا الفيلم بأنه جدل هو هذه التصرفات، فإن العديد ممن شاهدوا الفيلم سيخرجوا ليضربوا بعضهم البعض عوضاً عن التفكير في الجدل الذي يصدره الفيلم.

يعلم الله أن أبطال الفيلم عملوا بجد في هذا الفيلم، فنورتون وبيت تحملا من الآلام الفيزيائية ما يفوق ما تحملته ديمي مور في فيلم "G.I. Jane"، كما تحملت هيلينا الكثير فكل الرجال في الفيلم يروا أن كسر أنوفهم أفضل كثيرًا من ممارسة الجنس معها، حقيقة لا أعرف لماذا يوقع ممثلين جيدين مثل هؤلاء لهذه الأفلام، ربما كان ذلك كعقاب بدلاً من تسلق الجبال.

الفيلم قام بإخراجه "ديفيد فنشر" ويتشابه كثيرة مع فيلمه السابق "The Game" حيث الكثير من العنف يظهر بين مجموعة من المراهقين الصبيان، مع وجود "مايكل دوجلاس" كرجل يكره الرأسمالية ويحاول التخلص منها، أفضل "The Game" عن "Fight Club" فللأول موضوع أما "Fight Club" فيبدو كقصاصات دموية عن التشوهات الاجتماعية ألقيت على مجموعة من الغوغاء.

فينشر مخرج جيد (أعماله تتضمن "Alien 3" واحد من أفضل الأفلام السيئة التي شاهدتها من ناحية الصورة و فيلم "Seven" المروع المثير)، باختياره فيلم "Fight Club" يبدو أن فينشر كان يبحث عن القمة، الفيلم كان ليبدو أفضل لو اعتمد على بعد مستوي واحد فقط، فالمستوي الثاني كان سيئ، الثالث كان ملفق جداً، قد يكون فنشر يتوقع رسالة معينة من الفيلم، لكن الرسالة التي ستصل للجمهور بالتأكيد ستكون مختلفة جدًا، فيلم "Fight Club" هو فيلم مشوق يتوهم أنه فلسفي، البعض سيتقيأ بمجرد مشاهدته والبعض الآخر سيشاهده مرات ومرات.

Roger Ebert
Van Gogh
Me

هل تستطيع تفسير سبب المعاناة التي عاشها فان جوخ في حياته والتقدير غير المبرر الذي لاقه بعد وفاته؟

الإجابة على هذا السؤال ستمنعك من سب روجر إيبرت لو كنت من معجبي الفيلم، وستمنعك أيضاً من الاتصال بكل أصدقائك المحبين للفيلم لتشمت فيهم، الحقيقة أن الفن قادر على استيعاب كل الآراء، كما أن الوقت كفيل بتغير رأي الكثير من الناس وقادر أيضًا على كشف جوانب كانت خفية، وإزالة عوامل قد تؤثر على آراء الناس، تمامًا كما حدث مع "Fight Club" الذي أعتبره من أكثر الأفلام التي صاحبها النحس لسنوات وفي أماكن مختلفة.

البداية كانت مع مذبحة مدرسة كولومباين -1999- والتي كانت سببًا في تأخير عرض الفيلم شهور عن موعده الأصلي بسبب الخوف من تأثير مذبحة قام بها طالبين حيث قتلا 12 طالب ومدرسة وأصابا 21 طالب آخر، بالطبع ظهور الفيلم الذي يعتمد على العنف كموضوع كفيل بمنع وصول أي رسائل فلسفية قد تكون هي الدافع الحقيقي وراء الفيلم.

الفيلم حقق بداية سيئة في دور العرض، ولم يحصل على أي جائزة مهمة، لكنه حقق واحدة من أعلي مبيعات الدي في دي في العالم بعد أن اختفت المؤثرات التي حجبت الكثير من روعة الفيلم.

إيبرت شاهد الفيلم فور نزوله وكان متأثرًا بالحادثة بشكل أو بآخر رغم أنه لم يغير رأيه حتى الآن عن الفيلم، إلا أن ذلك قد يكون لأنه لم يكتب مرة ثانية عن الفيلم، يري إيبرت أن بداية تحول الفيلم للسوء عندما ظهر نادي القتال، ربما كذلك فالفيلم أخذ منعطفاً قوياً عن ما كان يسير عليه لكنه لم يتحول للأسوأ أبدًا، فهذه الفكرة هي تعبير حقيقي عما يدور بذهن العديد من الرجال وهي سبب وجود دمى عليها صور رئيسك في العمل لتضربها بعد انتهاء أوقات العمل الرسمية.

الحالة النفسية لبطل الفيلم والتحولات التي تحدث له هي مثال واضح وواقعي لما يمر به الكثير من الرجال في عصر الأزمات المالية والمعاشات المبكرة، ففقدان الوظيفة أو فقدان الهدف في العمل كفيل بجعل الرجل يتخلي عن صفة الإنسان بسهولة، فأحد الأمراض المصنفة كأمراض نفسية هي البطالة.

حوار الفيلم رائع جدًا وفلسفي للغاية، لكن بوجود سحابة كولومباين أمام الكثيرين ممن شاهدوا الفيلم قد تكون صعبة الإدراك، أداء براد بيت وإدوارد نورتون من أفضل ما شاهدته في الفترة الأخيرة، خاصة مع التحولات التي تطرأ على الشخصيات في نهاية الفيلم، نهاية الفيلم غير المتوقعة كانت مؤثرة بالنسبة لي بنفس الطريقة التي أثرت على نهاية فيلم "The Usual Suspect"، لم تكن تلك النهاية غير منطقية أو ملفقة كما يدعى إيبرت لكنها أصل موجود في الفيلم ونتيجة حتمية وتبرير منطقي لشخصية البطل، فبعد إدراك حقيقة الأمر سيكون من السهل فهم كل الأحداث وفهم دوافع البطل.

حصول الفيلم على المركز الـ17 في قائمة أفضل 250 فيلم على موقع imdb يؤكد تعرض الفيلم للظلم وقت عرضه بشدة، الفيلم تعرض لظلم آخر أو بالأحرى نحس جديد، فالترجمة العربية التجارية لاسم الفيلم كانت "نادي القتال" واعتقد محبي فان دام أن الفيلم على شاكلة أفلام ممثلهم المفضل، بينما ظن كارهي هذه النوعية من الأفلام أنه من نفس النوع، حتى أن أحد أصدقائي رفض مشاهدة الفيلم لنفس السبب لسنوات طويلة قبل أن يشاهده بالصدفة على قناة "mbc 2" ويندم على عدم مشاهدته للفيلم عندما حصل على فرصة لذلك.

تقدير إيبرت: 5/10
تقديري: 9/10


Monday, October 11, 2010

The Godfather Part I



الأب الروحي: مقال نقدي قبل تحول الفيلم لأحد المقدسات

إيبرت يصف أداء مارلون براندو بالرخيص، ويعترف ببحث كوبولا عن حبكة اقتصادية

لا يعتبر ترجمة مقال نقدي عن فيلم (The Godfather) أمر مفيد، فالفيلم يقع ضمن قائمة الأفلام المحظور نقدها بعد أن حصل على لقب أفضل فيلم لدي معظم رجال هذا الكوكب، ما دفعني لترجمة هذا المقال أن تاريخه هو 1/1/1972 أي بعد أسابيع من عرض الجزء الأول للفيلم في السينما، أي قبل تحول الفيلم لشيء مقدس لا يمكن نقده، إيبرت نفسه وقع تحت تأثير قدسية الفيلم عندما قام بكتابة مقال نقدي آخر عام 1994 يتناول الفيلم لكن المقالة الأولي أفضل كثيراً ومثيرة للغاية.

نقد إيبرت

تعرفنا في رواية (Thy Father) لجاي تيلسي على عالم العصابات بشكل جديد، العيش كرجل عصابات لا يمنحك راحة ومال وفيرين لكن كل شيء في حياتك يكون ملطخاً بالدماء، الصعوبات والطلقات النارية، هذا ما شعرت به عندما شاهدت فيلم (The Godfather) الذي تخلي عن عرض مظاهر الحياة الجميلة التقليدية لرجال العصابات وأظهر لنا ما يتبقي دون ذلك، عنف وقتل بين الجيران، شك في ولاء أقرب الناس، انتقام وقتل مع كل اهانة تظهر.

الشيء الملحوظ والرائع في رواية (ماريو بوزو) أن القصة يتم حكيها من داخل حياة الأبطال، لم يعطينا قصة مؤامرة دولية، لكنها كانت قصة عصابة في مجتمع صغير للغاية كأنه نادي خاص يجمع كل أبطال الفيلم، كل فرد في هذا النادي يعرف كل شيء عن كل الأشخاص بطريقة حدسية.

سيناريو الفيلم كتب من رواية بوزو لكن برؤية فرانسيس فورد كوبولا -كما أظن- استطعنا فهم أفراد عائلة دون كورليوني بشكل جيد للغاية، ليس لأننا مجرمين لكن لأن الفيلم يغص بعمق داخل حياتهم ولتورطنا معهم منذ البداية، نشاهدهم يجهزون للحرب من داخل المطبخ حيث يقوموا بتحضير الطعام.

شخصية الأب الروحي نفسها ليست الشخصية المحورية في الفيلم، فهذا الدور ذهب إلى الابن الأصغر والأذكى مايكل، الذي تفهم طبيعة وضع والده بعد مراجعته لحياته القديمة وأسلوب تعامله مع كل شيء، دور الأب الروحي للعائلة يظهر من اسمه، فهو يقف خارج الأسرة ليحدد ملامح عملها ويرشد الجيل الجديد الذي سيتولى كل شيء من بعده.

هؤلاء ممن قرؤوا الرواية ربما يصابوا بالدهشة عندما يشاهدوا مايكل كمحور أساسي للفيلم بدلاً من دون كورليوني، لكن الوضع يبدو منطقياً لأسباب اقتصادية، فمخرج كوبولا الوحيد لإنجاح الفيلم كان الاعتماد على آل باتشينو الشاب الصغير الذكي ذو الشخصية المتحولة، بدلاً من الأب العجوز الداهية الذي لا يقهر، ليتناول قصة نقل السلطة داخل العائلة.

أداء براندو كان ماهراً لكنه رخيص للغاية، رغم حصوله على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل، صوت براندو كان حاداً (wheezy) وهامس في الوقت نفسه، كما افتقدت حركاته عمداً للدقة، وكأنه رجل تمتع بالقوة لدرجة لا يحتاج فيها لتذكير من حوله بذلك، براندو كان يشبه دون كورليوني العجوز ربما بسبب الميك أب وبالتأكيد بسبب طريقة التمثيل، لكنه لم يحالفه التوفيق في وضع الكثير من القطن في فكه حتى بدا الأمر كأنهما لا يتحركا أبداً.

باقي ممثلي الفيلم يثبتوا أن هذا الطاقم رائع للغاية وتم اختياره بدقة شديدة، فرغم طول مدة الفيلم التي تقترب من الثلاث ساعات إلا أنهم كانوا جيدين لدرجة لم يحتاج معها الفيلم لتوضيح خلفيات كل شخصية فيهم، كليمنزا ضابط العائلة، جاك ولز قيصر الفيلم، لوكا برانسي القاتل المحترف الأمين، ماك كلامسي الضابط الفاسد، نجح كوبولا مع منتج الفيلم في اختيار كل الممثلين تقريباً بصورة متميزة، سترلينج هايدن نجح في دور الضابط الأيرلندي، ريتشارد كاتسيلانو هو كليمنزا دون أدني شك، وجون مارلي صنع دور المنتج الهوليودي الكريه بسهولة جداً.

نجاح رواية "الأب الروحي" كان بسبب العديد من المشاهد التي لا تنسي، بوزو روائي متمكن للغاية، كلنه ليس كاتب السيناريو الرائع، الفيلم لم يترك أي مشهد من الرواية إلا وقام بتنفيذه ربما إلا مشهد نسائي واحد فقط، الفيلم لم يترك مشهد قتل واحد إلا وقام بتنفيذه وهو أمر نادر الحدوث في هذه الأيام، الفيلم يفتتح بمشهد الزفاف تماماً كما في الرواية ويبدأ تصاعد الفيلم بشكل درامي وبعدد جيد من التفجيرات والسيارات ومشاهد القتل.

نجح كوبولا في إيجاد ستايل وصورة بصرية لكل مشهد في الفيلم ليصبح "الأب الروحي" فيلم مختلف ومتميز صنع من رواية حققت أفضل المبيعات، كان اختيار تصوير الفيلم في حقبة الأربعينات قرار موفق جداً على عكس وجه النظر الأولية للإنتاج بتوفير بعض النفقات وتصوير الأحداث في فترة السبعينات، فلو لم يتم ذلك لربما فقد الفيلم كل البريق والنجاح الذي حققه، كوبولا ومدير تصويره جوردون ويليس اختارا بعض الألوان الرائعة للفيلم خاصة اللون البني المحمر الذي تم إضافته على الفيلم ليصبح كورقة جريدة من زمن الأربعينات.

ورغم أن مدة الفيلم تقترب من الثلاث ساعات إلا أن الفيلم يمتصنا بتفاصيله طوال الوقت حتى أنه لم يحتاج أن يسرع من الإيقاع أبداً، لكن يوجد شيء في ايقاع نقل السلطة من دون كورليوني إلى مايكل، ربما كان من الأفضل تسريع إيقاع هذه القصة أكثر من ذلك، ورغم طول الفيلم إلا أننا لم نتعرف على الكثير من خلفيات وتفاصيل العديد من الشخصيات في الفيلم، ولكن يكفي التأمل في أحد نظرات تلك الشخصيات لمعرفة كل التفاصيل عنها.

Ebert

Me

أقع تحت تأثير قدسية "The Godfather"، منذ المرة الأولي التي شاهدت فيها الفيلم حتى المرة 213546 مازالت أعتقد أن الفيلم أفضل من أن يتم نقده أو مقارنته بأي فيلم آخر، إيبرت أنتقد الفيلم في عدة نقاط، كان أبرزها نقده لأداء مارلون براندو في تجسيده لشخصية دون كورليوني، ربما وقع إيبرت نفسه تحت تأثير فشل براندو في عدة أفلام قبل هذا الفيلم والسمعة السيئة التي جناحها من فشل العديد من أفلامه والتي حصل فيها على أجر عالي للغاية دون أن تحقق نجاح جماهيري أو حتى نقدي، براندو أبهر كوبولا نفسه عندما قام بأداء تجريبي للشخصية، بالفعل كانت اختيارت براندو رخيصة فيما يخص مكياج الشخصية لكن نجاحه بهذه الأدوات البسيطة – القطن والزيت- في المشاهد التجريبية لم يدفعه لتغيرها وهو أمر منطقي فلماذا تقوم بتغير شيء ناجح لمجرد أنه رخيص.

الجزء الثاني الخاص بطول مدة الفيلم رد عليه إيبرت نفسه عندما أكد أن نظره واحدة لأحد الشخصيات أو ردود أفعالها يمكنك من فهمها بشكل كبير، وهو أمر يحسب لكل فريق العمل وليس للمخرج أو الممثل فقط.

النقطة الثالثة كانت استخدام كوبولا لحبكة اقتصادية بوضع مايكل كورليوني في وسط الأحداث بدلاً من الدون نفسه، لا أعتقد أنها حبكة اقتصادية مضمونة العواقب، فحتى لو اختار كوبولا هذه الفكرة فإن المجازفة بشاب صغير لم يحق نجاحاً ضخماً في السينما من قبل مجازفة خطيرة وخطوة غير اقتصادية بالمرة.

بعد مرور سنوات على هذا الفيلم تعرف الجميع على دور كوبولا في السيناريو وشاهدت ذلك من خلال الدي في دي الإضافي المصاحب لثلاثية الفيلم احتفالا بمرور 25 عام على صدوره، كوبولا كتب سيناريو الفيلم منفرداً دون مشاركة من ماريو بوزو، لكنه كتب سيناريو الفيلم على ورق الرواية نفسه، لذلك نجد الرواية شديدة الالتزام بكل تفاصيل الرواية لأنها كتب بالأساس على ورق الرواية نفسه فيما يسميه كوبولا بـ "Godfather Notebook".

حكاية هذه الأوراق بدأت عندما قام كوبولا بفصل ورق الرواية بشكل فردي وقام بلصق كل ورقة ذات القطع الصغير على ورق "A4" وكتب ملاحظاته على هوامش الورقة الجديدة، وعندما قرر كوبولا كتابة السيناريو اكتشف أن كل ما يمكن كتابته موجود في هذه الهوامش.

حاول الكثيرون تفسير سر وضع الفيلم على قائمة أفضل الأفلام لدي الكثير من محبي السينما، وكان الأمر صعب للغاية، لكن الأمر الأسهل هو تفسير سبب حب الرجال للفيلم الذي يعتبره الكثير من الرجال والنساء فيلم ذكوري، أحد أسباب هذا الإحساس هو بعض المشاهد التي لا تنسي لا أتذكرها جميعاً، لكن من أكثر المشاهد التي أحببتها وأعتقد أنها سبب في حب الرجال للفيلم كان مشهد كذب مايكل كورليوني على زوجته عندما سألته عن علاقته بأحد جرائم القتل، كذب مايكل كان شديد الروعة كأي رجل في هذا الموقف أعتقد أن هذا هو التصرف المثالي.

بعض الملاحظات الأخرى مثل عدم ذكر اسم زوجة دون كورليوني في الفيلم وتهميش دور المرأة في الحبكة الأساسية كانت من أهم الدوافع لحب الرجال للفيلم.

ملاحظة أخيرة: كتب إيبرت مقال نقدي آخر عام 1994 عن الفيلم المقال لم يكن فيه العديد من النقد الموجود في المقالة أعلاه، ربما بسبب وقع إيبرت تحت تأثير الفيلم بعد مرور عشرين عاماً أو تغير رأيه بعد فترة، وفي الحالتين أري أن ترجمة المقالة الأولي أفضل بكثير.

تقدير إيبرت 10/10

تقديري للفيلم: خارج المنافسة أو التقدير

Sunday, October 3, 2010

The Social Network



لم أشاهد فيلم ديفيد فينشر الجديد (Social Network) لكن لم استطع ترك فرصة ترجمه مقاله روجر ايبرت الجديدة عن الفيلم خاصة وأنه رغم انخفاض التوقعات حول هذا الفيلم، إلا أن مقالة إيبرت كانت مشجعه للغاية لمشاهدة الفيلم، مع وعد بالتعليق على الفيلم فور مشاهدته.

Review Ebert


يتناول فيلم "Social Network" قصة شاب يمتلك قدرة خارقة على اكتشاف النجاح وسط عدد لا نهائي من الخيارات المتاحة، وقدرة على معرفة الخيار الصحيح بينهم.

اسمه مارك زوكربيرج مؤسس موقع "Facebook"، أصبح ملياردير في العشرينات من عمره، يذكرني دائماً (إيبرت) بمعجزة الشطرنج بوبي فيشر، أعتقد أن الاثنين عانيا من بعض علامات متلازمة أسبرجير، فالرجلين عبقريين لكنهم يفشلا تماماً في تكوين علاقات اجتماعية جيدة.

فيلم ديفيد فينشر الجديد لا يمتلك فقط عبقرية بطله لكنه يتمتع بصفات مثل الغرور، الصبر، البرود، الإثارة، والإدراك الغريزي على الترتيب.

يندفع الفيلم من خلال ساعتين من الحوار الفاتن ليحكي قصة لا يمكن حكيها بطريقة واضحة وساحره، يقولون أنه من المستحيل عمل فيلم عن كاتب، فكيف لك أن تحكي كتاباته؟ الأمر يبدو مستحيل أيضاً أن تحكي قصة مبرمج كمبيوتر فالبرمجة لها لغة خاصة لا يستوعبها الكثير من الجمهور، لكن فينشر ومؤلف الفيلم آرون سوريكن استطاعا تفسير ظاهرة الفيسبوك بطريقة يسهل علينا فهمها، هي نفس الطريقة التي أدت إلى وصول عدد المستخدمين على موقع فيسبوك إلى 500 مليون شخص.

لم يكن زوكربيرج (جيسي إيزينبرج) يحتاج لمعرفة أي شيء عن العلاقات الإنسانية ليبدأ موقع الفيسبوك، فقط كان يحتاج لاستشعار طريق ليتسابق الناس فيه للدخول في لعبة (Kevin Bacon)، الأمر نفسه يحدث مع الفيسبوك أعرف على الأكثر 40 من أصدقائي بشكل جيد على الموقع، 100 بطريقة عابرة، 200 بسبب شهرتهم، الباقي هم أصدقاء الأصدقاء، حقيقة لا أتذكر آخر مرة وجدت طلب إضافة من صديق دون أن يكون بيننا صديق مشترك.

علينا أن نشكر فتاة تدعي إريكا (روني مارا) على وجود هذا الموقع، فيلم (Social Network) يبدأ بمواعدة زوكربيرج وإريكا، زوكربيرج يشرب الكحول بغزارة يفسد الحديث باستجواب عدواني لإريكا التي تصفه بالفاشل وتتركه وترحل لتبدأ الرحلة.

إريكا (شخصية غير حقيقية) كانت على حق، لكن ما فعلته في زوكربيرج جعله يبدأ في التفكير، قام زوكربيرج بجمع صور الفتيات من كتاب صور الخريجين وأنشأ صفحة يمكن من خلالها تقييم جمال الفتيات في جامعة هارفارد، الصفحة حققت نجاحاً وشهرة كبيرة للغاية مما دفع زوكربيرج لتحويلها لموقع تحت اسم "Harvard Connection" وهو ما تحول فيما بعد ليصبح موقع الفيسبوك.

نظرياً يوجد عدد حركات في لعبة الشطرنج أكثر من عدد الذرات في الكون، عظماء اللعبة لا يمكنهم معرفة كل هذه الحركات لكنهم قادريين على استشعار طريقهم نحو الفوز من خلال مجموعة قليلة من الحركات، لم يظهر أي شخص أفضل من بوبي فيشر يلعب الشطرنج، بالمثل فرغم معرفة الكثيرين بلغات البرمجة وتقنياتها فإن زوكربيرج كان الوحيد القادر على استشعار طريقة لجمع الأشخاص باستخدام هذه التقنيات.

عبقرية الفيسبوك لم تأتي من معرفة كامل بعلم النفس لكنها كانت مزيج من الغرور والتفاعل، زوكربيرج كان في حاجة ملحه للانتقام من فتيات هارفارد فقام بوضعهم في مصفوفة لا تنتهي ومازالت تنمو حتى الآن.

تقول النظرية أن هناك ثلاث مجالات فقط يمكن أن تظهر فيها عبقرية الأطفال هي الرياضيات، الموسيقي، الشطرنج، باقي المجالات تحتاج لبعض الخبرة والنضج، لكن يمكن أن أضيف مجال رابع وهو البرمجة.

قد يكون زوكربيرج هو صاحب فكرة الفيسبوك، لكنه لم ينشئ الموقع في حجرته وحيداً، فالفيلم يقوم على قطع متوازي لقصة إنشاء الموقع مع ملاحقاته القضائية، نبدأ في التعرف على طلاب هارفارد حيث تجتمع القدرات الشخصية مع الثروة والنسب لتحقيق النجاح، نقابل التوأم كاميرون وتايلور وينكليفوز (يؤدي الدورين أرمي هامر) الشابان يدعيا أن زوكربيرج سرق منهم (Harvard Connection) لينشئ موقع الفيسبوك، نقابل إيدواردو سافرين (أندرو جارفيلد) صديق زوكربيرج المقرب للغاية والوحيد، وهو من ساعده بالمال لكنه يتم تجنيبه، ثم نقابل الشخصية الأهم شين باركر (جاستين تيمبرلاك) مؤسس نابستر وبلاكسو.

كان باركر الزئبقي هو المسئول عن إقحام زوكربيرج داخل العمل الحقيقي، فرغم ابتعاده عن العمل إلا أن شهرته لم تنتهي بعد، جذب باركر زوكربيرج من أذنيه وأقحمه في ما لم يكن يدرك أهميته، طالبه بنقل الفيسبوك إلي وادي السيلكون، شرح باركر لزوكربيرج أهمية عدم الاعتماد على أموال إدواردو والتفكير في رجال الأعمال والشركات الكبيرة، لكن باركر فشل في إقحام زوكربيرج في عالم الحفلات، النساء والمخدرات.

زوكربيرج لم يغوى بهذا العالم أبداً، لم يكن مهموس بالمال، ظل يعيش في منازل متوسطه المستوي، لم ينزلق في إدمان المخدرات، أحد الرسائل الضمنية التي لم يعلق عليها الفيلم أبداً هو وجود مجموعة من النساء الآسيويات الجذابات في الفيلم معظمهم من عارضات أزياء (Victoria's Secret)، زوكربيرج نفسه لم يكن مهتم بالحياة الاجتماعية، كان يترك الحفلات من أجل العمل، لم يفهم ما كان يوقع عليه عندما قام باركر باستبعاد إدواردو وشغل منصبه.

العديد من الملاحقات القضائية تطول زوكربيرج بعضها ناتج عن إغفاله للعديد من التفاصيل الصغيرة، لكن يبقي حل هذه القضايا في نهاية الفيلم، فمغزى الفيلم كان عرض تفاعل فوضوي لشباب في صنع صغيرة على كمية ضخمة من المال والشهرة.

في عصر بدت فيه حوارات الأفلام بطئيه للغاية كأنها موجه للمتفرجين ضعيفي الاستيعاب جاء الحوار في هذا الفيلم سريع وحيوي للغاية، إيزينبرج الذي اشتهر بأدائه أدوار الشاب اللطيف أو المهذب تحول إلي طاقة من الحيوية تسعي خلف هدفها بكل قوة، تيمبرلاك نجح أيضاً في أداء دوره بكل قوة رغم دخوله في حرب فكرية مع زوكربيرج، أندريه جارفيلند استحضر دور الصديق المقرب والمدير التنفيذ الفاشل الذي يستحق العطف.

"The Social Network" فيلم رائع، ليس فقط بسبب صورته الذكية والمبهرة، لكن بسبب حبكته الجيدة، فرغم صعوبة التعبير عن البرمجة، خطط الإنترنت والأعمال الاقتصادية إلا أن سيناريو آرون سوركين جعل كل شيء واضح للغاية، فنحن لم نتبع القصة، القصة كانت تجرنا خلف الكثير من المعاني الرائعة، حقيقة الفيلم ممتع جدا جدا.


تقدير إيبرت للفيلم 10/10

Thursday, September 30, 2010

Inception

يقولون ان كريستوفر نولان استغرق عشر سنوات في كتابة سيناريو هذا الفيلم، يجب أن يكون هذا قد تضمن بعض التركيز الإعجازي مثل لعب الشطرانج معصب العينين سائراً فوق سلك رفيع.

بطل الفيلم يختبر مهندسة معمارية في تصميم متاهة، ونولان نفسه اختبرنا بمتاهته الرائعة، وكان لزاماً علينا ان نثق في قدرته على ارشادنا داخل هذه المتاهة، لأننا في الكثير من الأوقات فقدنا القدرة على التركيز وفهم الكثير من الاشياء.

يبدو أن نولان نفسه قد أعاد كتابه سيناريو الفيلم مراراً وتكراراً، فهو يجد ان أقل تغير في أي جزء يؤثر على باقي أجزاء الفيلم.

قصة الفيلم يمكن أن تحكي في بعض جمل أو لا تحكى أبداً، لو عرفت نهاية الفيلم فإن ذلك لن يضيف أي جديد، يجب أن تكون قد عرفت كيف بدأت القصة بالأساس وحكى القصة سيضعك في حيرة كبيرة للغاية.

فالفيلم مبني على المتابعة والتفاصيل مبني على محاربتنا لطريق المعرفة خلال مجموعة من المعلومات مثل لعبة الصناديق المتداخلة بين الواقع والحلم، الواقعية داخل الاحلام، والأحلام دون الواقعية، هي بالفعل قصة مبهرة للغاية، ربما كان فيلم نولان (Momento) مجرد إحماء لهذا السيناريو، ويبدو ايضاً أن نولان بدا كتابه هذا الفيلم عندما كان يصور الفيلم الذي يحكي قصة شاب يعاني من فقدان ذاكرة قصير المدى، بينما يحكي نولان القصة بالعكس.

مثل بطل فيلمه الأول، يجد الجمهور نفسه في حيرة من أمر الزمن والحقائق، فلا أحد يعرف المساحة بين الحقيقة والحلم، كما يقول بطل الفيلم فإن الأحلام لا نعرف متى تبد، فنجد أنفسنا في وسط الحلم دون أن يكون له بداية محددة، ويمكن أن يستغرق الحلم ساعات طويلة بينما يبدو لنا أن دقائق فقط قد مرت، كما أنك لا تعرف متى كنت تحلم بالفعل، وماذا عن أن تكون دخل حلم رجل آخر؟ كيف سيتناسب توقيتك مع توقيت حلم الشخص الآخر؟ ماذا تفهم من ذلك؟

كوب (ليوناردو دي كابريو) عميل من مستوى رفيع للغاية يعمل على سرقة الأفكار بالدخول إلى أحلام الاشخاص وسرقة الأفكار والأسرار المهمة في حياتهم، لكنه يتم طلبه لفعل العكس عن طريق رجل أعمال غني، أن يقوم بزرع فكرة داخل عقل أحد منافسيه لتبدو الفكرة كأنها من داخل الرجل نفسه وليست مزروعة، هذا لم يحدث من قبل أبداً، فعقولنا تتنبه للافكار الغريبة كما يفعل جهاز المناعة مع للفيروسات المختلفة، سايتو الرجل الغني (كين وتنابي) أعطاه عرضاً لا يستطيع رفضه، عرض سيسمح لكوب العودة إل وطنه وأسرته بعد أن أجبر على تركه بسبب قضايا له هناك.

كوب يبدا في تجميع فريق للعمل في هذه المهمة، ونقابل فريقه تدريجياَ، آرثر (جوزيف جوردون ليفيت) صديقه وزميله القديم، إيماس (توم هاردي) متخصص في التخفي والتقليد، يوسف (ديليب ريو) متخصص في الكيمياء، وأحدث المنضمين للفريق، أرياندي (إيلين باج) مهندسة معمارية صغيرة وعبقرية، كوب يعود للتواصل أيضاً مع جد أولاده ميلز (ميكل كان) والذي يعرف ماذا يفعل كوب وكيف يفعله، هذه الأيام لا يحتاج مايكل كان لأكثر من أن يظهر على الشاشة لتشعر أنه أكثر خبرة وحكمة من أي شخص آخر في الفيلم، إنه موهبته الخاصة.

لكن أنتظر، لماذا يحتاج كوب لمهندسة معمارية لتبني مساحات في فراغ الحلم؟ يوضح كوب أن السبب في ذلك هو احتياج تصميم متاهة عالية الجودة لا تتيح للضحية أي فرصة لمعرفة الطريق إليها وحتى يمكن تثبيت الفكرة بشكل لا يمكن كشفه عن طريق عقل الضحية الملياردير الشاب روبرت فيشر جونيور (سيليان ميرفي) الذي يرث إمبراطورية أبيه، ويحتاج سايتو من كوب أن يقرر هذا الشاب تدمير هذه الإمبراطورية حتى يجيد سايتو مكاناً له في عالم الأعمال.

يحتاج كوب لأرياندي لتصمم متاهة معجزة حتى يتمكن –كما أظن- من تمرير الفكرة دون أن يشعر عقل الضحية، هل هي من قبيل المصادفة أن اسم أرياندا هو نفس اسم السيدة التي أنقذت ثيسيوس من متاهة مينتور في الأسطورة اليونانية الشهيرة؟

يبدأ كوب في تعليم أريادني عالم الحلم، وكيف تقوم بالتصميم داخله والتحرك فيه، استخدم نولان هذه الطريقة ليعلمنا ايضاً بعض تفاصيل الفيلم، كما استخدمها لعرض بعض المؤثرات البصرية الرائعة والتي بدت دون هدف في التريلر لكنها في الحقيقة مناسبة جداً وذات معني في الفيلم نسه، أكثر ما أبهرني كان تحريك مباني باريس كما لو كانت ورقة تثنى.

فيشر له من يحميه وهو عدد لا نهائي من الحراس المسلحين والذين يعملوا مثل جهاز المناعة في أجسامنا، لكنهم واقعين ولهم وجوه كما الإنسان العادي، بغض النظر عن شكلهم فدخولهم الفيلم أضاف الكثير من مشاهد الحركة، إطلاق النار، المطاردات، والتفجيرات، نولان المحترف للغاية استطاع أن يجبرني (إيبرت) على متابعة هذه المطاردات عندما كنت أظن أن لدي حماية من هذه المشاهد المكررة في الأفلام، سبب متابعتي لهذه المطاردات كان اهتمامي بالشخصيات التي تطارد والتي يتم مطاردتها.

نولان ساعدنا بإضافة بعد عاطفي للفيلم، فدوافع كوب للعمل في هذه الأجواء الخطيرة هو إحساسه بالذنب تجاه زوجته مول (ماريون كوتيلارد) وطفليه، لا أتحدث مع أخري (وإن كنت لا أستطيع) عن جمال كوتيلارد في تجسيد شخصية المراة المثالية، كوتيلارد صنعت من مول مغناطيس عاطفي، والحب بين كوب ومول كان عنصر عاطفي ثابت في حياة كوب وتصرفاته.

إنسيبشن كان محبب لدي الجمهور كما هو حال مومينتو، نسجل الملاحظات عن ما يحدث الآن بينما نتحرك مع الفيلم دون أن نعرف أين نحن بالفعل، بالإضافة إلى مفاهيم الحياة، الموت والحب التي تملأ الفيلم مع الشركات متعددة الجنسيات والمشاهد المصنوعة بحرفية شديدة من نولان مثل مشهد الطائرة 747 (لا أعرف لماذا يجب أن تكون 747) كل هذه العناصر جعلت الفيلم محبب بشدة للمشاهدين.

معظم أفلام هذه الأيام تأتي من سلة المهملات إما أجزاء جديدة لأفلام قديمة، إعادة إنتاج أفلام قديمة، لكن هذا الفيلم (Original) تم تفصيله من أقمشة جديدة، ولا يزال الفيلم يحتوى على مشاهد حركة مصنوعة بحرفية شديدة أضافت للفيلم بشدة، أعتقد ان هناك بعض الثغرات في فيلم "مومينتو" مثل كيف لشخص يعاني من فقدان ذاكرة على المدى القصير أن يتذكر أنه يعاني من ذلك، لم أجد ثغرات في "إينسيبشن" لكن البعض قد يجد، كريستوفر نولان قام بإعادة اكتشاف "باتمان" لكنه هذه المرة لم يعيد اكتشاف أي شيء هذه المرة، بل أعطى الفرصة للعديد من المخرجين حتى يقوموا بإعادة إنتاج فيلمه بأشكال جديدة، أظن ان نولان عندما أنتهي من هذا الفيلم قام بتقطيع الخريطة التي ظل يستخدمها طوال الفيلم ليفهمه.

Ebert

Me

لا يسعني سوى الاتفاق الكامل مع إيبرت، خاصة فيما يتعلق بكوتيلارد، نولان نجح في الفيلم في صنع شيء جديد للغاية، أضيف على ملاحظات إيبرت، تقدير لمبدأ نولان في التعامل مع زرع الفكرة، فقد استخدم مفاهيم نفسية علمية في فيلمه، نولان صنع عدة مستويات في فيلم.

أحد المستويات يخص طريقة زرع الأفكار فالعقل الباطن للإنسان به مستويات للشعور وهي حقيقة علمية لم يخترعها المؤلف فالإنسان قادر علي التعامل مع المستوي الأول من الشعور في عقلة الباطن أو اللاوعي وهذا المستوي هو التفسيرات الأولي لتصرفاتنا كلها لكن التفسيرات الحقيقية للتصرفات الإنسانية تبقي في مستويات شعور أدني من ذلك، وهو ما ينجح في استخلاصه الأطباء النفسين بمعرفتهم للماضي وتفاصيل شخصية المريض لتحليل المستوي الثاني والثالث للشعور ولكن تبقي مستويات أخري للشعور لا يستطيع الإنسان الوصول إليها إلا في حالة واحده هي الجنون.

فالمجنون هو الشخص الذي أدرك الكثير من مفاهيم عقلة الباطن في مستويات شعور متدنية للغاية تدفن فيها الأسرار والمعتقدات التي لا يفسرها الإنسان أو تلك الراسخة داخله، التلاعب في مستويات الشعور الدنيا يضع الإنسان علي حافة الجنون.

بطل الفيلم قادر علي زرع الأفكار من خلال وضعها في إحدى المستويات المتدنية للشعور في اللاوعي ومن خلال تلك النظرية يلج البطل في مستويات الشعور المختلفة للوصول لأدني مستوي يكون قادر فيه علي زرع الفكرة الأزمة أن هذا التدني قد يضعك علي حافة الجنون وحتى يستطيع المشاهد استيعاب تلك الأفكار النفسية وضع نولان نظريات من خياله عن التباعد الزمني بين كل مستوي.

فالمستوي الأول للشعور عند الحلم يجعل اليوم الحقيقي حوالي خمسين ساعة بينما الولوج للمستوي الثاني يعني تضاعف الوقت والتضاعف لا يعني ضرب الرقم في أثنين لكن يعني ضرب الرقم في نفسه فكما أتذكر في الفيلم العشر ثواني في المستوي الأول تعني 180 ثانية في المستوي الثاني وحوالي ساعة في المستوي الثالث وخمسين عام في المستوي الرابع.

وفي حالة الفشل في المستوي الرابع من اللاوعي قد يبقي الإنسان مدي حياته أو هكذا يتصور داخل أحد أحلامه ولو حاول الخروج من الحلم سيصحو ليكون قد ذهب عقله.

تقدير إيبرت للفيلم (10/10)

تقديري للفيلم (10/10)

Wednesday, September 29, 2010

البداية مع إيبرت


لن أنكر أن أحد أسباب إنشائي لهذه المدونة هو فيلم
"Julie & Julia"
بالإضافة إلى العديد من التجارب الرائعة في زيادة المحتوى العربي على الإنترنت والذي أعتبره يعبر عن المأساة الحقيقية التي تعيشها الثقافة العربية
روجير إيبرت هو أحد أشهر ناقدي الأفلام في العالم لكن نادرا ما أجد أحد مقالاته مترجمه، لذلك قررت أن أتبرع بترجمه مقالاته النقدية، لكن أيضاً ستضطر عزيزي القاريء أن تقرا تعليقي على هذه المقالة، لا أقارن نفسي بإبرت أبداً لكن أود استخدام شهرته حتى يتاح لرأي بعض المساحة بكل صراحة
لم أحصل من إيبرت على أي موافقة على نشر مقالاته بالعربية، بس هو هيعرف منين أصلا وأكيد يوم ما هيعرف هيتبسط
البداية بإذن الله مع فيلم البداية برضه
The GREATEST INCEPTION
أشوفكم على خير